غاليري

ريم ياسوف

ولدت ريم ياسّوف في دمشق عام ١٩٧٩م. تخرجت من كلية الفنون الجميلة في دمشق قبل أن تنتقل إلى فرنسا عام ٢٠١٥م. تستخدم ياسوف وسائط متعددة لإنشاء أعمال متعددة الطبقات تعكس التعقيدات النفسية الذي تستكشفها من خلال تلك الوسائط.

غاليري - Features - Atassi Foundation

Reem Yassouf, Exhalation, 2020, mixed media on canvas, 100 x 100 cm.

 

مجموعة زفير ٢٠٢٠ م

الزفير هنا هو تحرير الجسد، داخل فراغ من طبقات من ظل ونور. زفير بعد شهيق عميق يحمل تفاصيل مربكة ومؤلمة من مكان أظلملته أفكار متشابكة من فوضى وصوت الصراخ في الرأس، كشهيق وزفير مستمران على مدار الساعة، صراع دائم بين الثقل والخفة، كنهاية وبداية تتكرر حكايتهما كل يوم. هي أعمال من مواد مختلفة على قماش، تعتمد على حركة اللون والخط الأقرب إلى التجريد ضمن مساحة العمل، مع لمسات من تفاصيل عابرة لجسد يتخلل العمل الفني داخل طبقاته المتعددة، فيبدو بين التلاشي والوضوح. وتطرح هذه الأعمال تكوينات إشكالية بالنسبة للعين، من خلال حركة غريبة توحي بأن الأجساد تسقط أو تقف في لحظة مفاجئة في أوج حركة سريعة.

غاليري - Features - Atassi Foundation

Reem Yassouf, Revival, 2019, mixed media on canvas and metal mesh, 30 x 30 cm.

 

من مشروع إحياء ٢٠١٩ م

لحظات من الانتظار لفتاة صغيرة قبل أن يتم إنقاذها من تحت الأنقاض. هذه المشاعر الهشة بين الحياة والموت، التنفس والاختناق، وفراغ يفصل صورة وجهها الحقيقي عن نسخة خيالية تمثل طبقات وصور من الذاكرة، تثبت نبض الحياة داخلها، لكنها تسمع صوتاً يقول: لا تخشي أنا هنا. هذه الفتاة العالقة، تمثل لحظة مقاومة وسط واقع الدمار بعد الكارثة والصمت والضعف وقسوة الوحدة. الحقيقة هنا باردة والضوء هو لحظة الدفء.

العمل مكوّن من صندوق خشبي بلون رمادي بارد، بلون الإسمنت، يضمّ طبقتين أساسيتين الأولى هي صورة طفلة بصيغة تميل إلى الضبابية، استخدم هنا صورتي الشخصية بعمر الخمس سنوات، صورة تمت معالجتها بتقنية الكولاج على القماش و مواد مختلفة مع ترك مسافة لمرور الضوء لتثبيت الطبقة الثانية من شبك المعدن لجعل الصورة أكثر ضبابية والإيحاء بذاكرة تحتار بالتفاصيل. يمكن رؤية العمل من زوايا مختلفة، فالفراغ بين الطبقتين يترك لنا حرية اختيار زاوية التلصص على العمل واسكتشافه، و يسمح للضوء بمضاعفة عدد احتمالات التواصل مع العمل، الثابت المتحرك. إنه بحث بين الطبقات داخل الفراغ عن طريق تغيرات الضوء الطبيعي. 

غاليري - Features - Atassi Foundation

Walaa Dakak, Système, 2020, acrylic on canvas, 130 x 195 cm.

 

ولاء دكاك

ولاء دكاك من مواليد دمشق عام ١٩٧٨م، خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق. تابع دراسته وحصل على شهادة الماجستير من جامعة باريس ٨ حيث يقيم منذ عام ٢٠٠٤ . تتناول أعمال دكاك تطور الرقابة والمراقبة وبالتالي البارانويا. يطرح في أعماله أسئلة مثل: ماذا تعني الرقابة؟ كيف تهيمن على كل ما يحيط بنا بطريقة مرئية أو غير مرئية؟ كيف تتحول فيما بعد من تحكم خارجي إلى تحكم داخلي يمارسه الشخص على نفسه؟ وما تأثيرها على العلاقات بين الأشخاص؟

غاليري - Features - Atassi Foundation

Walaa Dakak, Eye And I, 2018, acrylic on canvas, 150 x 150 cm.

العين وأنا، أكريليك على قماش، ٢٠١٨م.

لقد نشأت الرقابة مع السلطة وارتبطت بها، ثم تطورت أساليب ممارستها مع تطور أهميتها في تعزيز السلطة. فأصبحت مقنّعة وخفية في المجتمعات المتطورة، ومباشرة وظاهرة في المجتمعات المتخلفة والديكتاتورية. إن نشأتي في مجتمع يخضع لنظام ديكتاتوري كالمجتمع السوري، حيث الخوف هو العنوان الأكبر الملاصق لنا، وحيث أي فعل نقوم به يخضع للرقابة، كان لها الأثر على حياتي وعلى إنتاجي الفني. يقول ميشيل فوكو: «مجرد أن تكون مراقباً يعني أنك مخطئ وتحت العقاب، بل أسوء من ذلك، أنت مراقب كي تخطئ. وهنا يفقد الشخص ثقته بنفسه ويصبح أسير أفعال وردود أفعال ضمن المجال التهديدي للخطأ المباشر الذي يؤدي إلى العقاب.» هذا الواقع دفعني للاهتمام بموضوع «البارانويا-المراقبة»، ماذا تعني المراقبة؟ كيف تتجسد في كل ما يحيط بنا بشكل ظاهر أو خفي؟ وكيف تتحول لاحقاً من الرقابة الخارجية إلى رقابة داخلية يمارسها الشخص على نفسه؟ ما هو أثرها على العلاقات الانسانية بين الافراد؟

بدأتُ العمل على فكرة «المراقبة» منذ عام ٢٠١٠م. كنت أراقب عيون الناس متسائلاً إن كانوا يراقبونني؟ الأمر الذي دفعني للبدء بإخراج هذه الشخوص من داخلي والتخلص منها بالرسم. في البداية اشتغلت على أجساد ووجوه مختزلة التفاصيل ليس فيها إلا عيون مترقّبة لأناسٍ يراقبهم ظلّهم دائماً. استوحيت أفكار اللوحات من ذاكرتي عن قصص الرقابة التي عشتها أو رواها لي أصدقائي في سوريا (رقابة الحي، الأصدقاء، الأهل، رقابة النظام السياسي...الخ). وأيضاً من الروايات والأفلام التي عالجت هذا الموضوع، أكثرها تأثيراً رواية جورج أورويل (١٩٨٤).

لاحقاً، تخليت عن استخدام الألوان وبدأت بأعمال بالأبيض والأسود. ألغيتُ الجسد من اللوحة مركزاً على الوجه الذي اختُزل لصالح العين فقط. قدمت مجموعة معارض تحت عنوان «العين وأنا»، تتجسد فيها تلك النظرة المباشرة للعين داخل جسد ضخم وبلا ملامح. كان رسم الوجوه يُرعبني لأنها تحوتي على العيون التي تذكرني بدولة المراقبة ومجتمع التجسّس الذي عشت فيه. ثم بدأت التركيز على فكرة الرقابة الداخلية بدلاً من رقابة الآخرين، أي كيف يتحول الشخص إلى مراقبة نفسه. نفّذتُ مجموعة أعمال تحت اسم (أنا وأنا)، وأخرى تلقي الضوء على العلاقات بين الافراد كالأصدقاء أو العائلة أو الحي وانعدام الثقة التي تجسدت بنظرة الريبة الحاضرة بينهم.

غاليري - Features - Atassi Foundation

Walaa Dakak, Décor, 2018, acrylic on canvas, 20.5 x 10 x 23 cm.

ديكور، أكريليك على قماش، ضوء، ٢٠١٨م.

كيف تستخدم السلطة الأماكن العامة أو الخاصة لتعزيز الخوف (الواعي أو غير الواعي) من خلال أعمال فنية (صور وتماثيل) لتمتين سلطتها على الشعب؟ خاصة في بلد يلصق صور وتماثيل الرئيس الديكتاتور الواحد في كل مكان، رغبة في حفرها في عقولنا لتغدو مع الوقت زينة، لكنها في الحقيقة تصبح غسلاً ممنهجاً للدماغ كي يرضخ للسلطة الحاكمة.

سعيت من خلال هذا المشروع إلى تتبع الأثر الذي تركه نظام المراقبة، السياسي أو الاجتماعي أو الديني، على عملي الفني وعلي أنا نفسي. حيث تستند الأعمال بشكل أساسي إلى الحضور القوي للعين، عين السلطة التي تراقب وتدور حولنا كيفما تحركنا .  

تناولت في هذا المشروع الأساليب التي تتبعها الأنظمة الديكتاتورية لتعزيز الخوف، عبارة عن أعمال تركيب بصري ورسومات على الستائر وعلى المصابيح وعلى الأثاث المنزلي. للضوء حضور أساسي في العمل حيث يخترق العين المفرغة غالباً ليترك على الحائط المقابل ظل عين حادة. كما يمكن لظل العين هذه أن تقع على جسد المتلقي وتخترقه.

أتناول في أعمالي تطور الرقابة في العالم ككل من خلال استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي. فبعد أن أصبح العالم قرية صغيرة لم تعد الأنظمة تستخدم وسائل الرقابة التقليدية. إنما أصبح بمقدورها الاطلاع على تفاصيل حياة كل فرد من خلاله هو (صفحته على الفيسبوك، تويتر، واتس آب ...) لتعرف بما يفكر وماذا يحب ومن هم أصدقاؤه وأين يتواجد. هنا يصبح الفرد مباح طواعيةً وبملء إرادته، وهو الفعل الأكثر خطورة.

غاليري - Features - Atassi Foundation

Ola Abdalla, Variation, 2002, ink and collage on rice paper, 24 x 16 cm.

 

 

علا عبد الله

وُلدت علا في سوريا عام ١٩٧٨م. أمضت طفولتها في باريس، قبل أن تواصل دراستها في كلية الفنون الجميلة بدمشق، ثم عادت مجدداً إلى باريس عام ٢٠٠١م. تستكشف في عملها الضوء كما يُرى في المشاهد الطبيعية في سوريا، بأسلوب تجريدي تلويني يركز على اللون والفراغ. 

تباين ٢٠٠٢م

هذه المجموعة من إنتاج عام ٢٠٠٢، و قد بدأت في الأساس كتمرين و لم يكن لدي فكرة مسبقة عمّا سيحدث للشكل أواللون. كان الهدف فقط إيجاد تكوين متوازن مع الخط غير المقروء، أي أن هذه الطريقة كانت بالنسبة لي نوع من الكولاج، هي التي من شأنها أن تحرر الخط من مهمته الاولى لكي يصبح إيقاعاً شكلياً يساعدني على إيجاد التوازن البصري. هذه المجموعة مكونة من عشرة أعمال. استخدمت فيها الحبر و تقنية الكولاج على ورق الأرزّ المصنّع يدوياً.  

غاليري - Features - Atassi Foundation

Ola Abdalla, Deep Blue,  2016, 100 x 70 cm.

 

 أزرق عميق ٢٠١٦م

هذا العمل هو جزء من مجموعة من ثلاثة أعمال حول اللون الأزرق، و هو من السنوات الأخيرة من إنتاجي الفني منذ عام ٢٠١٦م ، وفي هذه التجربة تأخذ المساحة اللونية الدور الأكبر في تشكيل اللوحة و الخط فيها موجود فقط لتحديد تلك المساحات و تنظيم علاقاتها البصرية. أي أن الموضوع الأساسي هو اللون نفسه وكيف يمكنه بتدرجاته اللانهائية فتح نافذة على حرية التخيل.