الفن الطليعي السوري (2011-2021): سياسي أم مسيّس؟

 

بينما يعود تاريخ مصطلح "طليعي" إلى ما قبل القرن التاسع عشر، إلا أن أول استخدام له مرتبط بالفنون تحديداً وبمعنى كينونة الشيء في المقدمة كان بقلم المنظِّر الفرنسي الاشتراكي هنري سان سيمون عام 1925 الذي سلّط الضوء في كتاباته على القوة الاجتماعية للفنون، وكذلك على قدرة الفنانين في تحليل رؤى التطور الاجتماعي من خلال أفكار عقلانية متعددة المواضيع وترجمتها إلى أشكال متاحة وجذابة لـ"الشعب". وبذلك، يكون سان سيمون قد قدَّم الفنانين باعتبارهم روّاد الإصلاح الاجتماعي.

وإذا نظرنا إلى سوريا من هذا السياق، نلحظ أن عقداً مضى منذ أن شهدنا ما يمكن أن يُطلق عليه الأداء الفني السوري الطليعي الأول. كان ذلك بُعيد شروق الشمس في أحد أيام شهر سبتمبر/أيلول 2011، تفاجئ سكان جبل قاسيون لدى رؤية مئات طابات التنس التي كُتبت عليها كلمات "حرية" و"كرامة" و"عدالة" تتدحرج باتجاه قلب دمشق. كان ذلك العرض الذي قدمه مجموعة من الشباب والشبات المجهولين بمثابة تأكيد على أن لغة جديدة من التعبير الفني أخذت تكسر الوضع القائم المتمثل بالواقعية الاشتراكية. والأهم من ذلك، أن هذا العرض لفت الانتباه إلى القوة الكامنة لدى الفنانين والمتجلية بقدرتهم على تجسيد مجتمع جديد في سوريا. 

على مدى العقد الماضي، احتفت العديد من المنشورات والمقالات والمعارض حول العالَم بالفنانين السوريين واضطلاعهم بشكل جماعي بالتأثير على التغيير الحاصل عبر خلق تيار طليعي أو تيار الجبهة. والمرة الأولى التي ظهر فيها مصطلح "الجبهة" فيما يتعلّق بالفنانين السوريين كان ضمن كتاب "سوريا تتحدّث: الفن والثقافة من أجل الحرية" (1) الذي سبر أعمال 50 فناناً وكاتباً يُجسِّد نتاجهم حقيقة مفادها أن الثقافة في سوريا "أصبحت بمثابة خط أساسي للدفاع في وجه الاستبداد". يُشير مُحررو الكتاب إلى أن الفنانين أضحوا الخط الأول في الدفاع والعزيمة ضمن جهود استعادة الكرامة والحرية والتعبير عن الذات والإبداع.

والآن بعد 10 سنوات من تلك اللحظة الثورية المرهفة على جبل قاسيون، حان الوقت لنتوجه إلى أنفسنا بالسؤال: إلى أي مجال تحققت الحرية السورية في مجال التعبير الفني المعاصر ؟

في كتابه "أيام جديدة سيئة: الفن والنقد والحالة الطارئة" (2)، يؤكد المنظِّر الفني هال فوستر على أن التيار الطليعي لم يتوقف قطّ، بل في الحقيقة هناك ضرورة له أكثر من أي وقت مضى. وذلك ليس على شكل التيار البطولي التاريخي للطليعية المتمثّل بحالتي "الابتكار الجذري" أو "التجاوز"، بل تيار طليعي رزين أكثر و"أصيل بطريقة لاذعة"، تيار "يسعى لسبر التصدعات القائمة أصلاً ضمن نظام معين، ويضغطها أكثر، بل وحتى يقوم بتفعيلها نوعاً ما".

وإذا أخذنا النتاج الفني السوري منذ عام 2011 ضمن هذا الإطار حيث تلعب القيم الجمالية – بحسب فوستر – دور جوهر "الإبداع" و"الابتكار" في تحدي الوضع القائم، يمكن القول إن إنتاج الأوساط الفنية السورية كان غزيراً على مدى السنوات الخمسة عشر الماضية، ولكن السؤال القائم: هل نجحت حقاً بتحدي القواعد والمعايير؟

الفن الطليعي السوري (2011-2021): سياسي أم مسيّس؟ - Features - Atassi Foundation

 كشاش، معرض من تقييم ألما سالم في هولندا عام ٢٠١٧ 

 

النزوح: الهجرة الجماعية الأولى والثانية للفنانين السوريين

في مطلع عام 2012، وعقب حملة مكثفة من اضطهاد استهدف قادة الفكر السلميين، غادرت سوريا أغلبية الفنانين المتمرسين والصاعدين. نزح أولئك أول الأمر إلى الدول الجارة لسوريا: بيروت وإسطنبول وإربيل وعمّان والقاهرة، حيث حلّ الكثير منهم ضيوفاً على نظرائهم، وتمكنّوا من الاستمرار في تقديم طيف متنوع من الأعمال. اتّسم فنهم بمعالِم الاستجابة لمستويات غير مسبوقة من عنف عايشوه، فشكّلت أعمالهم شهادة للصدمات التي اختبرها أولئك الفنانون، إلى جانب محاولة بحث عن الحقيقة. وبشكل موازٍ، استمرّ الفنانون في الاضطلاع بدور رائد لدعم الجهود الإنسانية من أجل مساعدة لاجئين يعيشون أوضاعاً أصعب في الدول المستضيفة. ولم يقتصر ذلك على ظهور صدى صوت اللاجئين في أعمالهم الفنية، بل انخرط الفنانون بشكل مباشر في تقديم العون لمنظمات الإغاثة من خلال العمل التطوعي. وفي بعض الحالات، جعلوا من فنّهم أداة لخدمة الاحتياجات الطارئة: من التعليم الفني وحماية الإرث الثقافي، وصولاً إلى استخدام العلاج بالفن للتعامل مع حالات الصدمات والاضطرابات النفسية.

حصلت الموجة الثانية لهجرة الفنانين السوريين في مطلع عام 2014 إلى المدن الثقافية "الذهبية" في أوروبا – باريس وبرلين وأمستردام ومدريد ولندن وأثينا – بالإضافة إلى منطقة الخليج، وإلى الأمريكيتين بدرجة أقل.

توقّع الكثيرون أن هذا الانتقال الفني سيجلب معه أصواتاً فنية إلى واجهة المشهد الفني الأوروبي، بحيث تنجح توليفة جديدة من القيم الجمالية التعددية في تسليط الضوء على حاجة المؤسسات العامة لتوسيع زاوية رؤيتها التي تُشكل أساس سياساتها و قراراتها المؤسساتية، وعملية دراسة ونقد الأشكال المختلفة للإنتاج الفني.

إلا أن الدعم المؤسساتي والحكومي للفنانين السوريين في الخارج تأثر بالفهم المُتحذلِق – وبالتالي المقيِّد – لأهداف التنمية المستدامة المتمحورة حول الفنون والتي وضعتها الأمم المتحدة. وكانت النتيجة وضعاً شهد ببساطة استبدال الفنانين نوعاً من الافتقار لحرية التعبير بنوع آخر. فللاستفادة من التمويل والموارد العامة، أصبح الفنانون السوريون مدعوون للتعبير عن أنفسهم ضمن سرديات خضوع وقبول، تنطوي على الاندماج والمرونة والمصالحة.

يُشكّل هذا التوجه استمرارية لتقاليد مرحلة الاستعمار وما بعده التي تعود لقرن من الزمن. فباستثناء حالات نادرة، يتم دفع الفنانين للتعبير عن أنفسهم بطريقة مقولبة ومتّسقة مع النظرة تجاههم من قِبل الدولة المستضيفة. أي أن المؤسسات الثقافية الدولية لم تساعد فعلياً الفنانين السوريين على تحرير أنفسهم من حُكم "سلطة" سعوا للهروب منها، بل فرضت عليهم نوعاً مختلفاً من السطوة لا ينطوي على تشجيع للاستمرار بتحدي الوضع الراهن في سوريا واستخدام الفن كمنصّة للتعبير السياسي الحاد. وفرض هذا الشكل من الضغط الفكري على الفنانين للعمل بحسب توقعات محددة مسبقاً، يؤدي إلى كبح التعبير الأصيل والعلاقات الثقافية الديمقراطية والأصوات الثقافية المتنوعة والمتجذرة محلياً. وفي الوقت الذي يتم تنميط الفنان ضمن أشكال تعبير فني تلقى قبولاً، تأخذ المؤسسات في التركيز على السرديات التي ترغب بإظهارها، وهو ما يؤدي إلى تجاهل خطير للمواهب الصاعدة التي ينبع إنتاجها الجديد والهش من عملية تجريب فنية وأفكار غير مقولبة. وبذلك، يُحرم الفنان من دوره الفعلي كقوة تحدي وصانع للتغيير، ويُختزل بدلاً من ذلك في دور الضحية والناجي.

أما الاستثناءات الأبرز لهذه القاعدة فهي، بطبيعة الحال، تلك الأعمال السياسية القوية التي اشتهرت على المستوى الدولي نتيجة اختيار الفنان بأن يموضع أعماله في سياق مرتبط بشكل مباشر بالثورة السورية وكموقف ذو صلة بها. 

 سَبَرَ أغوار هذه الظاهرة الباحث في المركز الثقافي البريطاني مارتن روز. وفي مقالة تحليلية لبحث أجرته جامعة كينغز كوليج لندن عن الثقافة كقوة ناعمة في إطار دبلوماسية الأمم المتحدة، طرح روز هواجس عن أن القوة الناعمة يمكن بسهولة بالغة أن تقع في فخ الفراغ بدون تعريفات واضحة أو معايير لقياس النجاح. ويدعو روز في مقالته إلى "استقصاء مقاربات علمية بدرجة أكبر لتحديد الأهداف، ومن ثم تقييم المشاريع والمؤسسات بناءً على هذه الأهداف" (3).

سيستحضر كثيرون كيف أنه، وعلى مدى العقد الماضي، تم فرض أجندات قوة ناعمة كهذه على الفنانين السوريين النازحين المستضعفين، بحيث تم فرض شروط على نتاجهم الفني وتقييد قدرتهم على التعبير. وطالما قدّم الفنان للمانحين ما يريدونه، فإنه يحصل على التمويل: وتتمحور إحدى الدعابات المتداولة على نطاق واسع في هذه الأوساط حول تلبية الشروط المطلوبة "ما يريده المانح، يحصل عليه المانح".

وفي واقع الأمر، الآن فقط بدأت أهم دوائر صنع السياسات تعترف باحتياجات الفنانين. وكما هو محدد في التقرير العالمي لسنة 2019 الصادر عن "الاتحاد الدولي لمجالس الفنون والوكالات الثقافية": "يَظهر حالياً فهم أكثر تعقيداً لقيمة الفنون والثقافة ودورهما الاجتماعي، بشكل يعترف بالسبل الفريدة التي يمكن للفنانين من خلالها المساهمة في عملية التحوّل الاجتماعي". ولربما ينعكس هذا الفهم الجديد على التعبير المعاصر في إطار المشهد الفني السوري. ويُردف التقرير: "يخلق هذا الفهم فضاءً للوكالات الحكومية المعنية بالفنون والثقافة للاضطلاع بدور فريد للمساعدة في مواجهة المسائل المتعلقة بالهجرة العالمية، ولا سيما النزوح. بوسع القادة الثقافيين إظهار طرق جديدة للانخراط في قضايا معقدة من خلال تبنّي أساليب منفتحة تجاه الاختلاف والتغيير، ومتجذرة في قيم الفضول والإبداع والاهتمام" (4).

الفن الطليعي السوري (2011-2021): سياسي أم مسيّس؟ - Features - Atassi Foundation

علياء خضور،غولدلين، ٢٠١٦، ٣٥ ب ٣٥ سم، قلم رصاص وأكواريل عبى ورق

 

السلطات الفنية

في كتابه الذي يحمل عنوان "البروباغاندا" (5) يكتب إدواردز برنيز عن دور الآلة الدعائية في تقييد خيارات الجمهور عبر خلق ذهنية ثنائية الأبعاد: أسود/أبيض، صحيح/خاطئ، إلخ. ويمكن توسيع نطاق هذا التعريف أكثر والقول إن تسييس الأعمال (الذي يتم في بعض الأحيان دون موافقة الفنان) يجعل الجمهور محاصراً ضمن فهم ثنائي (مع/ضد)، وهو ما يحرم الفنان من سرديته السياسية الخاصة من خلال تسييس أعماله بحيث تتبنى سردية "الآخر". هناك أمر مجحف آخر بنفس السوية وهو أن هذه المقاربة تحرم الجمهور من عنصر المفاجَئة، ومن فضاء يُبحر فيه خياله. فبدلاً من استقصاء قصة سوريا بشكل فعلي، يكون فهمهم لهذه القصة مقيَّداً بإجابات ومواقف محددة مسبقاً. ونتيجة لذلك تخاطر هذه النظرة بالوقوع في فخ تفكيك الحالة الإبداعية واستقطاب الجمهور بشكل غير بنّاء  في إطار السعي لخلق انسجام وتشجيع التجرّد والمصالحة. 

ومع ذلك، ورغم هذه المصاعب، تُشرَّع نوافد للحرية أمام الفنانين، ويتجلى ذلك في المقام الأول من خلال مؤسسات فنية وثقافية سورية ناشطة تكوّنت حديثاً خارج سوريا وتضطلع بدور محوري في فهم وتبنّي أجندات القوة الناعمة بطريقة توفر للفنانين فضاءات حرة. تتحلى هذه الشبكات من المؤسسات بقيم الزمن الراهن حيث توحِّد الجهود لتكون بمثابة قوة عاملة نجحت على مدى العقد الماضي في الحفاظ على الصداقات الفنية القيّمة. وقد أصبحت المؤسسات السورية الدولية بالفعل جزءاً من الأوساط الفنية العالمية، وأرست شراكات مستدامة مع مؤسسات إقليمية ودولية كيّفت سياساتها لاحتضان مواهب فنية سورية جديدة. 

على جانب آخر، يواجه عالم تجارة الفن – من متاحف وصالات ومعارض وملتقيات فنية ومزادات – تحديين رئيسيين على مستوى سردية الأعمال الفنية إن أراد القائمون عليه النجاح بالبقاء غير مسيّسين وحياديين عند تقديم فنانين جدد في سوق لطالما ينزع بقوة نحو فن "رائج" (أي أنه يتّسق مع تصورات سائدة للفن السوري تدعمها المؤسسات الرئيسية كما هو مذكور أعلاه) بدلاً من فن سياسي بدرجة مفرطة، وذلك بحسب رأيهم على الأقل. يُجسِّد هذا أول تحدي، وقد أدى إلى خلق أحد المحرّمات في وجه حرية تعبير كاملة في الفن السوري، حيث يخشى البعض في سوق الفن التجاري من تقديم ونقد أعمال بشكل مغاير للسرديات المقبولة. أما التحدي الثاني فيتمثل – وإن بحسن نية – بإعطاء الأولوية للقيم الجمالية. ورغم أن منبع ذلك هو التضامن مع الشعب السوري، إلا أن جامعي الأعمال الفنية في بعض الحالات يستغلّون هذه الفرصة لشراء وبيع أعمال فنية سورية رائجة مع إهمال الترويج لسردية الحرية الكامنة ورائها. 

ولربما لخّصت الكاتبة نوال العلي على حد تعبيرها هذه الفكرة في مقالة نُشرت عام 2015 تحت عنوان "الفهلوي والفنان" في إطار تغطيتها لمعرض بيروت للفن: 

"رفعت الأزمة السورية سعر اللوحة السورية وانتشار الفنان السوري إلى أضعاف لم يكن يحلم بها أصحابها. واستفاد بعضهم، من دون أن يقدِّم فناً للتاريخ، كما تستفيد أي وسيلة إعلامية من المرحلة بما فيها من صور وأخبار عاجلة" (6).     

وبينما تختلف النوايا والدوافع، إلا أن العامل الإيجابي من كل هذا هو الإجماع الضمني على إظهار الفن السوري في المقدمة. والسؤال الذي يبقى مطروحاً: هل تحوّل الفن السوري إلى حركة طليعية خلال العَقد الماضي؟ 

وقد يتساءل المرء: أليست كل القوى المحرِّكة ضمن التيار الطليعي بمثابة إجابة تخلق تصدعات وشقوق؟ الفن الطليعي يوسِّع آفاق ما هو معاصر بحيث يتم تشجيع جمهور "الآن وهنا" للانخراط في فضاء جديد للأعمال السورية يجدون أنفسهم مرتبطين به عاطفياً ونفسياً واجتماعياً ومفاهيمياً وسياسياً وفلسفياً. الحركة الفنية السورية الجديدة – وبغض النظر عن مدى ارتباطها بالعنف والواقع القاسي – إلا أنها تتكرر وتعود وتتجدد وتُخلق مراراً وتكراراً على المستويين التاريخي والجغرافي من خلال تصورات مفاهيمية واختلافات متأصلة في أهميتها القصوى للشعب السوري. وكون الفنانين نجحوا في تدمير التعريفات السائدة عن "الجمال" في الفن لتقديم أعمال صادقة مع أنفسهم، وهو حق إنساني جوهري يتجسّد بحرية التعبير عن الذات وعدم تقديم أعمال بحسب أية أجندة خارجية. 

هوامش

(1) مالو، هالاسا وزاهر عمرين ونوارة محفوض (تحرير)، "سوريا تتحدّث: الفن والثقافة من أجل الحرية" (Syria Speaks: Art and Culture from the Frontline)، دار الساقي، نسخة مع صور، 2014.

(2) فوستر، هال، "أيام جديدة سيئة: الفن والنقد والحالة الطارئة" (Bad New Days: Art, Criticism, Emergency)، دار Verso Books، 2017.

(3) www.britishcouncil.org/research-policy-insight/insight-articles/art-soft-power. شغل رزو منصب كبير المستشارين في العلاقات الثقافية في المركز الثقافي البريطاني قبل تقاعده.  

(4) التقرير العالمي لسنة 2019 الصادر عن "الاتحاد الدولي لمجالس الفنون والوكالات الثقافية"، صفحة 2.

(5) برنيز، إدواردز، "البروباغاندا والقيادة السياسية" (Propaganda and Political Leadership)، منشورات Routledge، 1928، صفحة 455.

(6) العلي، نوال. "الفهلوي والفنان"، العربي الجديد، 17 سبتمبر 2015.

 

المراجع:

 

Artists, Displacement and Belonging, IFACCA – International Federation of Arts Councils and Culture Agencies, March 2019

Bernays, Edward, Propaganda and Political Leadership, Routledge, 1928, p.455

Foster, Hal, Bad New Days Art, Criticism, Emergency, Verso Books, 2015

De Saint-Simeon, Henri, L’Artiste, le savant et l’industriel: Œuvres complètes de Saint-Simon et d’Enfantin, vol. 10, 1875, p. 201–258. Extrait p. 209–213.

Halasa, Malu, and Zaher Omareen and Nawara Mahfoud (eds), Syria Speaks: Art and Culture from the Frontline, Saqi Books; Illustrated edition, 2014

Rose, Martin, The Art of Soft Power Review, 2017

Nisbett, Melissa and James Doeser, The Art of Soft Power: A Study of Cultural Diplomacy at the UN Office in Geneva, King’s College London, 2017

McWilliam, Neil and Catherine Méneux and Julie Ramos (eds), Anthologie de textes sources: l’Art Social En France, De La Revolution a La Grande Guerre, Publications de l’Institut national d’histoire de l’art, PUR, 2018 

United Nations’ SDG’s Sustainable Development Goals