Biography

 

كونها شبّت في قرى ريفية، توجّب على ليلى نصير أن تمرّ في طريقها إلى المدرسة على مجتمعات فقيرة جداً يعيش أطفالها في أجواء من الثلج والبرد. وفي محاولة لتقديم تلك الذكريات في أعمالها، تبحث الفنانة عن "الجوهر الكامن خلف تلك الوجوه".

 وُلدت نصير في بلدة الحفة شمال اللاذقية عام 1941، وبدأت الرسم وهي لا تزال في الرابعة عشر من العمر. نالت منحة حكومية للدراسة في مصر، وتخرّجت من كلية الفنون الجميلة في القاهرة عام 1963. استهلّت مسيرتها الفنية في أوج فترة الحداثة السورية، وكانت شخصية نشطة في المشهد الفني الناشئ. ربطتها صداقة مع لؤي كيالي، وعالج الاثنان ثيمات ومواضيع متشابهة كالحياة والموت، وصراعات الإنسان، وقضايا الطبقة الكادحة. يظهر في أعمالها اللاحقة تأثّر بالسنوات التي أمضتها في مصر، حيث تستقي الإلهام من الأساطير المصرية القديمة لكي تُعالج مسائل معاصرة.

تستخدم نصير خامات مختلفة وتتبنى تقنيات متنوعة، وتشتهر بتقديم النساء في لوحاتها كعاملات في مراحل متقدمة من حمْلهِن، بل وحتى شهيدات. كسرت نصير الأعراف الثقافية السائدة في عصرها، ولم يُشكِّل الجدل مصدر قلق لها سواء في أعمالها أو حياتها: "كنتُ أول امرأة في سوريا ترتدي البنطلون وجلستُ في مقهى الروضة في دمشق، وكان بنطالي ضيقاً وملتصقاً بي.. كان همي أن أفتح أبواباً للآخرين".

أعمال نصير مقتناة ضمن مجموعات عامة منها المتحف الوطني في دمشق، ومؤسسة بارجيل للفنون، الشارقة، بالإضافة إلى عدد من المجموعات الخاصة في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.