Biography

يُعتبر توفيق طارق أحد أهم الفنانين المؤثرين في الفترة الحديثة، حيث عمل على نقل تقنيات الرسم الأوروبية إلى سوريا في فترة الاحتلال العثماني. مبتعداً عن الفنون التقليدية الآخذة في الانحسار إبان تلك الحقبة، لم يبخل طارق بنشر معرفته واستخدامها لمناقشة مواضيع تخصّ الحداثة والسياسة في المنطقة في تلك الفترة.

وُلد توفيق طارق (1875–1940) في دمشق، في كنف عائلة رفيعة من الضباط العاملين في الدولة العثمانية. درَس في أكاديمية إسطنبول العسكرية التي تعرّف فيها على الرسم بالألوان الزيتية. بعد اعتقاله لنشاطه الوطني، غادر طارق إلى باريس، وتعلم فيها الرسم ومسح الأراضي والتخطيط العمراني في المعهد العالي للفنون الجميلة ليتخرج منه عام 1901. عاد بعدها إلى دمشق، ليعمل في ترميم المباني الأثرية والمآذن، وتدريس الفن في منزله بالإضافة إلى العمل على لوحاته الخاصة. في عام 1926، بدأ طارق ينشط على المستوى الفني متنقلاً بين بيروت ودمشق. لم يكن عمله مؤثراً على الفنانين من حوله على المستوى التقني فحسب، بل ساهم برفع مستوى الوعي المتعلق بالموروث الثقافي والانخراط في الشأن السياسي. عدا عن أنه أسس "نادي الفنون الجميلة"، والذي يعتبر من باكورة الفضاءات الفنية في مدينة دمشق.

عبر تقديمه مَشاهد من الطبيعة وأحياء دمشق القديمة والحياة اليومية، قدّم طارق بوتريات وتشكيلات معمارية ومناظر طبيعية. وعلى الرغم من اتباعه الأسلوب الواقعي الأوروبي، يشير المختصون إلى عناوين لوحاته التي تعكس وعياً اجتماعياً سياسياً، وأيدولوجيات قومية.

فتح توفيق طارق مشغله ليكون منبراً للحوار والطلاب على حد سواء، كما كان متحمساً للمعارض، حيث شارك في أول معرض للفن في دمشق عام 1926. في تلك الفترة قامت عائلات برعاية نشاطه وجمع أعماله التي وصل بعضها لمجموعات عامة.