يتجلى في عمق أعمال ناصر حسين مفهوم العزلة وتعامل الإنسان معه. فيصوِّر التجارب الحياتية لشخوص وحيدة، حتى في تلك اللحظات السريعة من اليوم التي بالكاد تسترعي انتباهنا. يستحضر الفنان المشاعر التي تنطوي عليها العزلة التامة للإنسان. وحتى في الأعمال التي تظهر فيها شخصيتان، يبدو وكأنهما تدوران داخل فلك فقاعة واحدة في حالة من الانسجام.
وُلد حسين في حلب عام 1971 وتخرّج من كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، ثم درس في أكاديمية دوسلدورف للفنون في جامعة زيغن، ونال منحة من مؤسسة خدمات التبادل الأكاديمي الكاثوليكية.
يرسم حسين شخصيات بعيدة بوجوه مبهمة وذات معالِم أبدية. عبر استخدام الأكريليك والتلوين المائي بتوليفة ألوان تشمل الأصفر الترابي والبني وتدرجات من الرمادي، يحمل سطح أعماله قواماً غير لامع وكأن مسحوقاً ناعماً يغطيه. أما خلفيات الأعمال فعادة ما تكون رتيبة دون أي تزويق على الغالب، بحيث تظهر الشخوص وهي تطفو في الفراغ.
شارك ناصر حسين في معارِض جماعية وفردية في مؤسسات عدة منها آرت لاب، برلين؛ ومتحف باد برليبرغ، ألمانيا؛ وهلبرت راوم، برلين؛ وغاليري ميم، دبي؛ وغاليري تانيت، بيروت؛ وأجيال للفنون التشكيلية، بيروت؛ وكذلك في حلب وعمّان وبون وبروكسل ودمشق ودوسلدورف وكولونيا وإسطنبول. كما شارك في بينالي القاهرة في مصر، وبينالي اللاذقية في سوريا.